البرنامج القومي لمكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في المنطقة العربية

تتميز المنطقة العربية بتنوع المناخ وتعدد الأقاليم البيئية ، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي ينطوي عليها هذا التنوع ، إلا أن بعض هذه البيئات قد تساعد في تفشي بعض الأمراض والآفات التي تهدد الثروة الحيوانية في المنطقة العربية ، مُشكلةً بذلك محدداً كبيراً للإنتاج والنمو الاقتصادي والاجتماعي على المستويين الإقليمي والقطري في المنطقة العربية. ونظرا لوجود حدود برية طويلة بين الدول العربية ولفقر المراعي بشكل عام كون الدول العربية تقع في المناطق القاحلة أو شبه القاحلة وللترابط التاريخي والاجتماعي والقبلي والتجاري بين المواطنين في المناطق الحدودية في الدول العربية ، فإن أمر انتقال الحيوانات أو المنتجات الحيوانية بطريقة أو أخرى من دولة إلى اخرى مجاورة يصبح واقعا يتعين التعامل معه ومع كل ما يصاحبه من تداعيات ، تأتي على رأسها الأمراض الحيوانية وذلك بالتنسيق والتكامل وبناء القدرات التي تمكن من تنفيذ سياسات ناجحة ومتفق عليها من خلال برنامج إقليمي مشترك بين الدول العربية يسعى بالدرجة الأولى الى المساهمة في بناء القدرات التي من شأنها التعامل مع التهديدات التي تشكلها هذه الامراض وإدارة الخسائر المتوقعة دون مستوى الضرر الاقتصادي والاجتماعي. لقد تباينت جهود الدول العربية في أعمال الرصد والتقصي والتحصين والمكافحة للتصدي لتلك المهددات، وقامت بعض منها بتوفير بنيات تحتية وتسهيلات وتجهيزات قد يصعب على الدول الأخرى تحمل تكاليفها ومتطلباتها منفردة. وبما أن الآفات والأمراض الحيوانية العابرة للحدود تقع مسؤولية التصدي لها على دول المنطقة العربية مجتمعة وليس منفردة لطبيعتها وخصوصيتها، الأمر الذي يستلزم قيام مؤسسات عمل مشترك إقليمية متخصصة بتنفيذ برامج ومشروعات مشتركة لخدمة أكثر من دولة، مستفيدة في ذلك من الإمكانات المتاحة في كل منها ومن الدعم الذي تقدمه المؤسسات التمويلية الإقليمية والدولية المتخصصة.
وإدراكاً من المنظمة العربية للتنمية الزراعية لما تلحقه تلك الأمراض والآفات باقتصاد دول المنطقة العربية من أضرار وخسائر وما تسببه من آثار اجتماعية سالبة قد تنتهي إلى حالات من عدم الاستقرار، فقد قامت المنظمة بتطوير نظام خبير للأمراض العابرة للحدود التالية:
1- مرض الحمى القلاعية
2- مرض الإجهاض المعدي ( البورسيلا)
3- مرض حمى الوادي المتصدع
متضمنا مسببات المرض وطرق تشخيصه وعلاجه وتحسين طرق الإبلاغ عنه و تبادل المعلومات الخاصة بحالات تفشى الإصابة به بين الدول.